الحجاب في تونس .. حلال في الصيف ممنوع في الشتاء!

بالرغم من أن البند الأول من الدستور التونسي ينص على أن تونس دولة حرة مستقلة.. الإسلام دينها والعربية لغتها، وبالرغم من الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية في ديسمبر 2006 والقاضي بعدم دستورية وقانونية الإجراءات المتخذة في حق المحجبات، إلا أن أحكام الدستور والقضاء شيء، والواقع شيء آخر.. فجزء كبير من السيدات في تونس يعاني حالة من التمييز في التعليم والوظائف بسبب الحجاب، منذ أكثر من 26 عاما، أي في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، والرئيس الحالي زين العابدين بن علي، الذي تولى الحكم عام 1987، فقد أصدر بورقيبة قانونين يعتبرهما كثيرون "ظالمين" بحق المحجبات هما القانون 108، الصادر عام 1981 و102 الصادر في 1986 ينصان على أن الحجاب "زيًّا طائفيًّا"، وليس فريضة دينية، ومن ثَمَّ يُحظر ارتداؤه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية. ويلاحظ أن هذين القانونين حملا الكثير من المغالطات، فهما ينكران أولا الحكم الشرعي للحجاب ويصفانه بأنه ليس فرضا دينيا وهو خلاف إجماع علماء الأمة، والثاني هو أنهما يريان أنه- أي الحجاب- يعبر عن الطائفة، ومعروف أن أكثر من 90% من السكان مسلمون، فكيف تكون الأغلبية طائفة خاصة إذا ما عرفنا أنه من بين بنات المسلمين من هن غير محجبات.. إذن فهو حرية شخصية، وهو ما استندت عليه المحكمة الإدارية في البلاد في رفض هذا القانون لأنه يتدخل في مجال الحريات الفردية للأشخاص نظرا لما يتميز به اللباس من تعبير عن الانتماء الحضاري والديني والفكري وما يعكسه من ميول شخصية".

وبالرغم من ذلك، فإن السلطات مستمرة في حملة المضايقات خاصة ضد البنات في مراحل التعليم المختلفة، حيث يجبرهن رجال الأمن على خلع الخمار قبل الدخول للمعهد أو الجامعة، ويزداد التصعيد قبل امتحانات آخر العام، حيث إن الطالبة الراغبة في دخول الامتحان عليها خلع الحجاب، أو في أسوأ تقدير التوقيع على إقرار أمام الأمن بعدم ارتداء الحجاب مستقبلا.. ويلاحظ أن الأمر لا يقتصر على الطالبات، وإنما يمتد للموظفات اللاتي يجبرهن مديرهن على خلع الحجاب إن كن راغبات في الاستمرار في العمل. ونفس الأمر في المواصلات العامة بحيث إذا صعدت محجبة إحدى هذه المواصلات، فإن رجلا من رجال الأمن يتتبعها ويجبرها على خلع الحجاب!

هذه المواقف أصابت قطاعا عريضا من الشارع التونسي بصدمة كبيرة، خاصة وأن ممارسات الحكومة فاقت كل الوصف لدرجة أنها تبنت موجة خلع الحجاب في رمضان قبل الماضي دون مراعاة لخصوصية هذا الشهر الكريم، بل أكثر من ذلك فقد قامت السلطات التونسية بسحب الدمية المحجبة "فُلّة" التي تمثل طفلة محجبة، وتلقى إقبالاً لدى الأطفال على اعتبار أنها الدمية العربية المواجهة لدمية "باربي"،وكذلك كل الأدوات المدرسية التي تحمل صورتها من الأسواق.

ومن المفارقات أن الحكومة تُخفف من المضايقات على المحجبات في فصل الصيف، حيث الحر الشديد! ولعل السبب في ذلك هو قدوم العائلات التونسية من الخارج لزيارة الأهل في فترة الإجازة، علاوة على قدوم الليبيات أيضا للتسوق والسياحة، وبالرغم من حجاب معظم هؤلاء الليبيات، فضلا عن الوافدات التونسيات من الخارج، إلا أنه يسمح لهن بحرية الحركة دون مضايقة خوفا من أن تؤدي هذه المضايقات إلى منع السياحة، أو عدم إقدام التونسيات على زيارة البلاد، ومعروف أن حوالي ربع عدد السكان يعيش في الخارج إما في شكل هجرة دائمة أو هجرة مؤقتة، وبالتالي فإن الحكومة تحتاج إليهم وتسعى إلى ربطهم بوطنهم الأم وتحويل ثرواتهم إلى تونس، بجانب تشجيعهم على استثمار مدخراتهم داخل البلاد. وتقدر حجم تحويلات التونسيين المقيمين بالخارج بحوالي "مليار ونصف المليار دولار أمريكي سنويا، ومن ثم فإن التضييق على هذه الفئة ربما يدفعها إلى تقليص تحويلاتها والبحث عن بلد آخر لقضاء الإجازات الصيفية دون مضايقات.

ولا ينبغي فهم ما يحدث على أنه اجتهادات فردية من أشخاص، ولكن ما يحدث هو توجه حكومي في إطار سيطرة التيار "المتفرنس"- نسبة للثقافة الفرنسية- على مقاليد الحكم في البلاد، وتعد أزمة الحجاب هي إحدى الأزمات-وليست الأزمة الوحيدة- التي يعاني منها مسلمو تونس تحديدا، وكذلك قوى الإسلام السياسي هناك، حيث يرفض النظام تشكيل حزب إسلامي مدني في البلاد، ومن المفارقات أنه يسعى لتشكيل حزب إسلامي "مفبرك" تابع له من أجل إعطاء مسحة ديمقراطية لهذا النظام الذي قام بتعديل الدستور قبل عدة أعوام لكي يسمح للرئيس بالبقاء في الحكم مدى الحياة "إن رغب -أي الرئيس- في ذلك"!.

ولعل السؤال الذي يدور في ذهن الكثير من فتيات تونس وفي أذهاننا أيضا.. إذا كانت بعض الدول الأوربية غير المسلمة تسمح بالحجاب بل والنقاب، بل إن فرنسا ذاتها لم تستطع منع الحجاب في الشارع، فلماذا يقوم النظام التونسي-بالرغم من أن تونس دولة إسلامية عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي- بحظر الحجاب.. هل الحجاب فعلا يشكل خطرا على نسيج الأمة ويهدد بحرب طائفية..؟ أم أن هؤلاء المحجبات ينتمين إلى تيار سياسي معين، ومن ثم فإن هذا الموقف يعبر عن موقف سياسي بالأساس؟ أغلب الظن أن السياسة بريئة هذه المرة.

ربنا يهدي
مشكور علي الاخبار الجديده علينا ياموحا
موحـــــــــــــــــــ جوهره المنتدي ــــــــــــــــــــــــا
وتقبلي مروزري

مشكور كتير عالمرور ياكابتن
حبيت افرجكم علي الهنا اللي فيه الدول العربية الاســـــــلامية

ميرسي كتير ياكابتن

الحجاب في تونس .. حلال في الصيف ممنوع في الشتاء! 22534