عادت حرب المياه تطل برأسها من جديد في العديد من مدن محافظات الصعيد والدلتا.
وبالرغم من تعهد الحكومة بحل الأزمة واعلان أحمد المغربي وزير الاسكان والمرافق أن ما حدث من حروب علي المياه في العام الماضي لن يتكرر الا أن الأيام الأخيرة كشفت عن أن الأزمة مستمرة حتي اشعار آخر.
وعلي رأس المحافظات التي تواجه مشاكل نقص حاد لمياه الشرب الغربية والقليوبية وكفر الشيخ في الدلتا بالاضافة للمنيا واسيوط وسوهاج بالصعيد فضلا عن محافظة الفيوم وبعض مدن وقري شمال سيناء.
وبالرغم من أن الحكومة تعرضت في العام المنصرم لحرج بالغ وتقريع شديد بسبب الهجوم الذي تعرضت له من قبل المواطنين وأجهزة الاعلام المختلفة الا أن ردود الفعل الأولية تكشف ان فصل الصيف الحالي سوف يشهد حوادث عنف لا تقل عن تلك التي شهدها العام الماضي، حينما تعرض أهالي العديد من القري والمدن لأزمة مياه خانقة نجم عنها اندلاع مظاهرات حاشدة فضلا عن قيام العديد من المواطنين بقطع الطرق من أجل اجبار الحكومة علي التدخل لحل الأزمة. وتعاني قري تابعة لمدينة دسوق ودكرنس في محافظة كفر الشيخ من أزمة تجددت خلال الأيام الأخيرة حيث ارتفع سعر جراكن المياه لثلاثة أضعاف بسبب ازدياد الاقبال عليها نتيجة للارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
كما تفاقمت نفس الأزمة في قري تابعة لمركز القوصية ومنفلوط وديروط بمحافظة أسيوط.
وفي نفس السياق اضطر الآلاف من أهالي قري تابعة لمحافظة سوهاج لشرب مياه النيل من النهر مباشرة وذلك بسبب تلوث مياه الآبار بمياه الصرف الصحي مما نجم عنه تعرض العديد من المواطنين لأمراض معوية فضلا عن التهديد الذي يلاحقهم بالاضافة الي أمراض الكبد والفشل الكلوي.
اللافت أن أهالي احدي القري بمحافظة أسيوط لجأوا للفنان عادل امام كي يتدخل بجماهيريته لدي وزير الاسكان والمرافق لحل أزمة تلوث المياه الموجودة بالقرية وبالفعل قام امام بتوجيه نداء عبر أحد برامج التليفزيون المصري من أجل حل الأزمة.
وبينما تمثل تلك الأزمة معاناة يومية لقطاع كبير من المواطنين الا أنها تعد بالنسبة لتجار المياه فرصة ذهبية حيث تتضاعف مبيعاتهم من غير أن ينفقوا من أرباحهم شيئا حيث يحصلون علي المياه من الصنابير المنتشرة في الأماكن العامة أو بالمساجد ويقومون بحملها في جراكن عبر سيارات يسافرون بها للمناطق النائية.
وتدفع تلك الأزمة الخانقة الذين يعانون منها لانتظار بعض الكرم الخليجي الذي تمثل في العام الماضي من خلال قيام عدد من أثرياء النفط بالتبرع بشحنات مياه للعطشي الفقراء. اللافت ان الأزمة يصل مداها أيضا لعدد من الأحياء الثرية بالقاهرة الجديدة والتجمع الخامس حيث يقوم عدد من اصحاب الشاليهات بالتعاقد مع تجار المياه لإمدادهم بكميات كبيرة بشكل يومي.
ويضع أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الغارق في بحار المشاكل خشية تفجر ثورة المياه في الأسابيع المقبلة علي نفس المنوال الذي شهده العام الماضي.