إسرائيل تتوعد "فاروق حسني".. وتتطلع للسد العالي!

يوما تلو الآخر.. تزداد الاستفزازات الإسرائيلية تجاه المجتمعات العربية والإسلامية وخاصة مصر، فتارة تتهم وسائل الإعلام العبرية القاهرة بأنها مازالت تمثل خطرا استراتيجيا على تل أبيب، وتارة تذكر أن مصر لا تسيطر على خطوط التماس مع إسرائيل، وتارة أخرى تزعم أنها تساعد على تهريب الأسلحة والمخربين -على حد قولها- إلى قطاع غزة ومساندة حركة حماس ضمنيا .

مراسلة الشئون العربية "سميدار بيري" بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية ترى أن ثمة برودا تاما يسود العلاقات المصرية– الإسرائيلية، بل وتزداد العلاقات برودا يوما بعد آخر، وأنه رغم مقولة الرئيس "أنور السادات" بأن الحاجز النفسي بين البلدين سيزول بتوقيع معاهدة السلام بينهما، فإن ذلك لم يتحقق وفقا لروايتها، مشيرة إلى أن وزير الثقافة "فاروق حسني" دائما ما يضع العراقيل أمام التطبيع الثقافي بين البلدين -في إشارة لمنع إسرائيل من المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي ومعرض القاهرة للكتاب وهو الأمر الذي كان يتم بضغوط من الرأي العام ولا يعبر بالضرورة عن توجه عام لوزير الثقافة- وهو ما جعلها تؤكد أنه لن يفوز بمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة؛ لأنه جاء وقت الحساب مع "فاروق".

واستشهدت الكاتبة الإسرائيلية "بيري" بما ورد في مجلة روزاليوسف المصرية حول العلاقات بين البلدين، مستندة لأحد الكتاب المعروفين بميولهم للتطبيع مع إسرائيل، والذي أشار إلى أن تل أبيب دولة متقدمة علميا وتكنولوجيا، وأن مصر استفادت منها في مجال الصناعة والزراعة، وأنه طالب "فاروق حسني" بضرورة إعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل !

ولم تكتفِ الكاتبة بذلك، بل أشارت إلى أن الجالية اليهودية بمصر آخذة في التلاشي نتيجة لبرود العلاقات بين الطرفين المصري والإسرائيلي، وللحالة الكئيبة التي تسود الإسرائيليين من أصل مصري والذين يحاولون إحياء ذكرى مرور 100 عام على إقامة الكنيس المعروف باسم "أبواب السماء".

كما طالعتنا صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأقوال رئيس جهاز المخابرات العامة "الشاباك" الجنرال "يوفال ديسكين" والتي ذكر فيها أن هناك منظمات وصفها بالإرهابية تخطط لاختطاف إسرائيليين من سيناء وتهريبهم إلى قطاع غزة عبر الأنفاق وأن إسرائيل استطاعت -على حد قوله- إحباط ما يزيد على 22 عملية مشابهة .

يأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه "تسفي برئيل" مراسل صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية للشئون العربية أن إسرائيل مقبلة على حرب –ليست عسكرية بالضرورة- مع مصر في الشتاء القادم نتيجة للسياسات المصرية تجاه نظيرتها الإسرائيلية في الفترة الأخيرة -على حد قوله- إذ اعتبر أن عدم دخول الجيش الإسرائيلي في حرب مع سوريا في الشمال نجم عنه حالة من الإحباط لدى الإسرائيليين مما دفعهم إلى التفكير في العلاقات المصرية الإسرائيلية مرة أخرى، وبعيون مختلفة، حيث زعم أن استمرار تهريب الأسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة وتقوية شوكتها على حساب إسرائيل وحركة فتح في القطاع وتهريب النساء والمخدرات أيضا هي محاولة لترهل وإضعاف إسرائيل أمام الدول العربية .

وأكد "برئيل" أن حالة اللاسِلم واللاحرب مع مصر دفعت إسرائيل إلى التفكير جديا في أن تطلب من حليفتها الولايات المتحدة تجميد المساعدة الاقتصادية لمصر، وأن هناك من يرغب في الوصول إلى السد العالي بأسوان لإغراق مصر كلية بفيضان النيل، مؤكدا من جهة أخرى، أن القوات المصرية لم تستطع السيطرة على شبه جزيرة سيناء نتيجة لتواجد الإرهابيين على أراضيها -على حد زعمه- وأن البدو من أهالي سيناء مازالوا يواصلون عمليات التهريب المختلفة إلى إسرائيل.

أما الموقع الإلكتروني الإخباري "والا" فيؤكد في إحدى افتتاحياته أن مصر لم تقدم الدعم اللازم لإسرائيل حيال قضية الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط" وأنها تقاعست تجاه تقدم المفاوضات بشأنه، مشيرا إلى أن مصر متخوفة من إكمال صفقة الإفراج عنه على اعتبار أنها ستقوي حركة حماس وستزيدها شعبية في القطاع وبين أبناء الشعب الفلسطيني.